الأخبارالعالممانشيت

مايكل روبين: على بايدن الاعتراف بدبلوماسية أردوغان السيئة

أوضح (مايكل روبين)الباحث في معهد  أمريكان إنتربرايز بأن أردوغان يسعى للحصول على دعم أمريكي لسياسات حكومته في سوريا وليبيا, محذراً بأنه يجب على إدارة الريس الأمريكي (جو بايدن) التعامل مع ذلك بحذر بالنظر إلى سجل أردوغان.

جاء ذلك في مقالة كتبها روبين لموقع national interest الأمريكي, وأشار فيها إلى أن الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) اتخذ موقفاً صارماً من تركيا لإجبارها على إطلاق سراح القس الأمريكي (أندرو برونسون)، لكنه غض الطرف عن الأفكار الجهادية التي ترعاها تركيا, مضيفاً بأن ترامب خان أيضاً حلفاء أمريكا الكرد عندما أعطى الضوء الأخضر لتركيا من أجل غزو شمال سوريا، وأيضاً أشاد ومدح أردوغان بشكل مفرط عندما غضب الكونغرس على أردوغان بسبب شرائه نظام الصواريخ S-400 من روسيا.

وأضاف روبين في مقالته:

عندما تولى جو بايدن منصبه أدرك حقيقة أردوغان, فعلى سبيل المثال استغرق الأمر ثلاثة وتسعين يوماً لأول مكالمة هاتفية بين بايدن وأردوغان, وبينما امتنع بايدن وفريقه عن مدح أردوغان كالرؤساء الأمريكيين السابقين, إلا أنه وقع في فخه من خلال تقديم عروض التعاون الدبلوماسي مع تركيا, وعلى عكس نقاط الحوار التي طرحتها جماعات الضغط التركية الرسمية وغير الرسمية في الولايات المتحدة، فإن عروض تركيا للتعاون ليست مهمة ولا مفيدة لخدمة الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة, وبعد أن ظهر عزم بايدن على سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، اقترح أردوغان أن تركيا يمكن أن تتولى العمليات في مطار كابول, وكانت هذه الخطوة في مصلحة تركيا, فلأكثر من عقد من الزمان قبل رئاسته للوزراء، أقام أردوغان علاقات وثيقة مع الإسلاميين الأكثر تشدداً في أفغانستان, وحتى مع ازدياد إرهاب حركة طالبان أوضح أردوغان أنه لا يحمل عداء أيديولوجياً للحركة, وسواء غادرت القوات الأمريكية وقوات الناتو أم لا فقد أشارت تركيا إلى أن استثماراتها ووجود مواطنيها سيستمران في أفغانستان, ببساطة  كانت لتركيا مصلحة مالية في إبقاء المطار مفتوحاً, ورأى أردوغان ذلك أيضًاً فرصة لعقد صفقة دبلوماسية مع إدارة بايدن, حيث أوضح بأن تركيا تريد أن تلبي أمريكا بعض الشروط, كوقوف الولايات المتحدة إلى جانب تركيا في العلاقات الدبلوماسية, وترك الوسائل والمعدات الأمريكية اللوجستية لتركيا, وتقديم الدعم اللازم لتركيا.

وأكد روبين بأن أردوغان أراد دعم بايدن في عمليات الاحتلال المستمرة للأراضي وفي حملات التطهير العرقي ضد الكرد والأيزيديين, وأنه حث فريق بايدن على التوسط لدى القضاء الأمريكي لعرقلة قضايا انتهاك العقوبات والاعتداءات ضد تركيا وعملائها, وقال روبين في مقالته أيضاً:

 أراد أردوغان تنازلات أمريكية من أجل السياسة التي ستنتهجها تركيا, وتدخلت قطر في النهاية للمساعدة في إدارة مطار كابول، لكن استعداد بايدن للنظر في عرض تركيا, وامتناع وزارة الخارجية الأمريكية عن محاسبة تركيا أكد نجاح استراتيجية أردوغان.

وأضاف الباحث الأمريكي:

قام (مراد ميركان) المؤيد لأردوغان منذ فترة طويلة, والذي عيّنه أردوغان سفيراً لتركيا لدى الولايات المتحدة، بنشر مقال رأي يعترف فيه إلى حد كبير بهذه الاستراتيجية, حيث أوضح بأن تركيا تقف كحليف يمكن الاعتماد عليه في وقت الأزمات, وأنه يجب أن تعمل تركيا والولايات المتحدة معاً, وأن تركيا يمكنها حشد الدعم الشعبي لجهود تحقيق الاستقرار وجهودها المتعلقة بالأمن، مثل تلك الموجودة في ليبيا وسوريا, وأنه في المقابل كل ما تحتاجه تركيا هو تقدير وتفهم الولايات المتحدة.

وأوضح روبين بأنه في سوريا قدمت تركيا الدعم اللوجستي والأسلحة والملاذ الآمن ليس فقط للجماعات المرتبطة بالقاعدة, ولكن أيضاً لتنظيم داعش الإرهابي, مبررةً أفعالها بمكافحة الإرهاب الكردي المزعوم، رغم أن الأدلة تشير إلى عكس ذلك, فالفصائل المدعومة من قبل تركيا تهاجم الكرد بانتظام وأفرادها يختطفون النساء ويغتصبونهن، مضيفاً أيضاً بأنه نادراً ما تفرق الطائرات التركية بدون طيار بين المسلحين وتلاميذ المدارس, ومؤكداً بأن تمكين تركيا لتنظيم داعش هو الذي أجبر الولايات المتحدة على توطيد علاقتها مع كرد سوريا في المقام الأول، مما أدى في النهاية إلى انتصار كردي في حصار كوباني, وشدد روبين على أن إطلاق الولايات المتحدة ليد تركيا في سوريا من شأنه أن يمكّن التشدد ويقوض الاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة, وأن الوثوق بتركيا في سوريا يشبه الوثوق بالصين في تايوان, ومن جهة أخرى فإن اختيارات واشنطن في سوريا ليست محصورةً فقط بين أردوغان وبشار الأسد, فالكرد السوريين  لديهم مشروع يمثل اختياراً ثالثاً.

وجاء في ختام المقالة:

أصبح أردوغان مثل Typhoid Mary (وهي طاهية إيرلندية المولد اًصابت 53 شخصاً بمرض التيفوئيد ، وتم التعرف على أنها أول شخص في الولايات المتحدة حامل لمرض التيفوئيد بدون أن تظهر عليها أعراض مرض السالمونيلا التيفية), وسجل تركيا يكذّب أردوغان, وبدلاً من التعامل مع مبادرات أردوغان على أنها صادقة, فقد حان الوقت لأن تعترف إدارة بايدن بدبلوماسية تركيا على حقيقتها, وأنها تخدم مصالح تركيا الذاتية لتجنب المساءلة عن السياسات التي لا يزال أردوغان ملتزماً أيديولوجياً بمواصلتها.

زر الذهاب إلى الأعلى