
أدلى مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام بياناً إلى ممثلي التحالف الدولي في شمال وشرق سوريا، كما وتم تسليم الرسالة إلى ممثلي التحالف الدولي في الحسكة للوقوف على مطالب المبادرة لتحقيق الأمن والسلام والذين هم بدورهم توعدوا بإيصال الرسالة إلى أصحاب القرار.
وتم ألقاء البيان من قبل الرئاسة المشتركة لاتحاد العام للمحاميين على مستوى شمال وشرق سوريا بشيرة جمال الدين في مركز مؤتمر ستار بمقاطعة الحسكة.
جاء في نص البيان:
” منذ بدأ الأزمة السورية تحاول الدولة التركية بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان استغلال الأوضاع الحاصلة في سوريا و تنفيذ مشروعها التوسعي على حساب شعوب المنطقة , و تغير سياساتها و أساليبها في هذا المجال باختلاف المناطق السورية , ففي مناطق شمال و شرق سوريا ذات الأغلبية الكردية تصل أساليبها الى مدى ارتكاب جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية والإبادة و التدمير , كما و تسعى إلى تهجير السكان المدنيين العزل بهدف تحقيق التغيير الديمغرافي للمناطق التي لها سمة كردية و هي ملك للكرد في سوريا , كما حدث في عفرين و تل أبيض و رأس العين ,و تتغير هذه الأساليب حتى وصل بها إلى استغلال كل مناسبة وطنية أو حزبية أو دينية في مناطق شمال و شرق سوريا و استهداف رموز الثورة في شمال و شرق سوريا و لا سيما وحدات حماية المرأة YPJ التي حاربت أخطر تنظيم إرهابي عالمي يهدد الأمن و السلم الدوليين و هو داعش، و لأنها لم تعد تحارب بجيشها و مرتزقتها في مناطق الإدارة الذاتية فقد زادت من هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة و في كل مناسبة”.
تابع البيان” ففي ذكرى ثورة المرأة بتاريخ 19تموز 2022 و في ظل احتفال النساء بثورتهن قامت الدولة التركية باستهداف القيادية في وحدات حماية المرأة الشهيدة جيان تولهلدان و رفيقاتها كل من روج خابور و بارين كوباني و ذلك بهدف تخويف النساء في شمال و شرق سوريا و كسر إرادتهن”.
أضاف البيان ” قبل أيام و بذكرى انتفاضة المرأة حياة حرية التي خاضتها المرأة في إيران باستشهاد الفتاة الكردية مهسى |جينا| أميني على يد الطغمة الحاكمة في إيران، تكرر مشهد القتل في شمال و شرق سوريا من قبل الدولة التركية و بنفس الأسلوب فقد استهدفت مرة أخرى النساء المقاتلات المحاربات المدافعات عن كرامة النساء في كل العالم، حيث استهدفت المقاتلات من وحدات حماية المرأة في مدينة منبج حيث استشهدت كل من ( القيادية شرفين سردار، وعضوات YPJ كل من نوجان أوجلان و جاندا جودي ) “.
استمر البيان ” إن الدولة التركية الفاشية إذ تستهدف وحدات حماية المرأة، فإنما تستهدف بذلك وحدة الشعوب في دعم قوات سوريا الديمقراطية ،والإرادة الدولية الرسمية المتمثلة بالقضاء على الإرهاب في كل أماكن تواجده بشكل علني وغير علني، وتعيد بذلك إلى الأذهان المجازر التي ارتكبتها بحق الشعوب ، بدءاً من تلك التي بدأتها بحق الأرمن منذ عام 1889 ومروراً بتلك التي ارتكبتها بحق الرعيل الأول من السريان والاشوريين والكلدان ، وانتهاءً بالكرد الذين لا يزالون يتعرضون لأبشع الابادات ، انتهاكاً للقانون الدولي العام والإنساني وإصراراً على الإفلات من العقاب المقرر في المادة السادسة من نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية لعام 1998 فضلاً عن المادتين الخامسة والسابعة من هذا النظام ، لجهة العدوان والاحتلال والجرائم ضد الإنسانية ( كالقتل العمد والحصار على مصادر الحياة بقصد الإهلاك الجزئي أو الكلي والفصل العنصري والاختفاء القسري)”.
وعن القانون الدولي الذي يمنح الشعوب كافة الشرعية في ممارسة حق الحياة ” إن مزاعم الدولة التركية بادعاء الخطر على أمنها القومي والتذرع بالمادة /51/ من ميثاق الأمم المتحدة ، هي التفاف واحتيال على إرادة المجتمع الدولي الرسمي ، لأن هذه المادة من القانون الدولي تمنح الشرعية للشعوب في ممارسة حق الحياة المنصوص عليه بالمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وتكرس سيادة القانون الدولي بخصوص حق الشعوب في تقرير مصيريها وخاصة المقرر من ذلك في إعلان فيينا لعام /1993/ و العهدين الدوليين للحقوق المدنيّة و السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لعام /1966/ “.
وختم البيان بالمناشدة للمجتمع الدولي أن يقف موقف حق في وقف تلك الهجمات على شعب شمال وشرق سوريا ” إننا في مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام ، إذ ندين ونستنكر بقوة ما أقدمت عليه الدولة التركية الفاشية بحق كوكبة من مقاتلات وحدات حماية المرأة أثناء أدائهن لمهامهن في حماية مجتمعهن من إرهاب الدولة التركية الفاشية وعموم مرتزقتها وخاصة داعش ، ونناشد المجتمع الدولي الرسمي بأن يمارس دوره بعيداً عن ازدواجية المواقف، ويتخذ قراره العاجل بإعلان حظر جوي كامل على شرق سوريا و منع أي طائرات من دخول الأجواء الإقليمية لمناطق شمال و شرق سوريا، كما ندعو التحالف الدولي إلى تسليح قوات سوريا الديمقراطية الذي يعد الشريك الأساسي له في محاربة داعش، بما يمكنها من التصدي لأي اعتداء بالطائرات المسيرة التركية لمناطق شمال و شرق سوريا الذي دافع أبناؤه عنه ووفر الحماية الاستراتيجية لكافة المجتمعات الأخرى، التي كان ولا يزال يجدر بالمجتمع الدولي الرسمي حمايتها من باب أولى، كما و نطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق حول الانتهاكات التي ترتكبها الدولة التركية في مناطق شمال و شرق سوريا و السعي لمحاسبة مرتكبي الجرائم على الأرض السورية”.