محمد أيبش _
تولى قفزة الـ 15 من آب ” يوم الانبعاث” بأهمية خاصة في تاريخ الشعب الكردي وشعوب المنطقة وهي ليست ظاهرة عابرة في تاريخ مقاومة شعبنا في تركيا وكردستان، ففي الوقت الذي لاذت كل القوى المعارضة التركية إلى أوروبا عاد حزب العمال الكردستاني الى كردستان وتركيا بعدما أعدّ الكادر والشخصية الثورية التي ستخوض هذه المقاومة التاريخية من الناحية السياسية والعسكرية.
مرّ النضال الثوري في ظل ظروف استثنائية وكانت الحركة الكردية في حال ثبات نتيجة الإخفاقات التي منيت بها ابان ثورة البرزاني في 1975 وفشل ثورة قاسملو في 1979 بعدما تنصل اية الله خميني لوعوده بعد هزيمة الشاه محمد رضا بهلوي ولجوئه الى مصر، وتلا ذلك انقلاب 12 من ايلول عام 1980 الذي قام بها كنعان افرين بناء على تعليمات غلاديو الناتو تخوفاَ من الاحزاب اليسارية والقوى الثورية التي قامت الفاشيةَ التركية بإعدام رموزها في السبعينيات من القرن الماضي امثال “دينز كزميش” و”ماهر جايان” ومجموعة من قيادي الاحزاب اليسارية التركية، تلت ذلك مقاومة سجن آمد عام 1982 واستشهاد مظلوم دوغان ورفاقه محمد خيري درمش وكمال بير وعاكيف يلماز وعلي جيجك.
15 آب ركيزة تحول نحو الحرية
جاءت قفزة الـ 15 من آب كاستجابة طبيعية لتلك المقاومة التي كانت عنوانها “المقاومة حياة” حيث بدأت مرحلة الكفاح المسلح كمرحلة جديدة لمقاومة سياسة الانكار والابادة التي كانت ترتكب بحق شعوب المنطقة عموماً وبحق الشعب الكردي على وجه التحديد، وفي هذه المرحلة التاريخية استمدت المرأة الكردية قوتها وارادتها من معاني وقيم مقاومة السجون ومن معاني التضحية لقفزة الخامس عشر من آب.
كانت القفزة بمثابة ولادة جديدة للشعوب التواقة للحرية فلقد التحقت المرأة بصفوف الكريلا واثبت وجود وهويتها كإنسانة من خلال تمردها على العادات والتقاليد البالية التي ازهقت روحها ولم تكتفي بل اثبتت جدارتها وفرضت ارادتها الحرة عبر مقاومتها ورفضها للذهنية الذكورية المتسلطة داخل المجتمع لقد كانت مرحلة مفصلية في تاريخ الحركة الكردية على مستوى الاجزاء الاربعة فقفزة ال 15من أب رسمت بداية لطريق طويل من المقاومة فلقد استمدت ثورة ال 19 من تموز 2012 استراتيجيتها من روح ومقاومة قادة قفزة الخامس عشر من آب وهنا لابد ان نذكر جهود القائد والمفكر عبد الله أوجلان في اعداد الكادر الثوري عبر قراءة صحيحة للواقع التركي والكردستاني والواقع العالمي والاقليمي فتوجهه نحو الشرق الأوسط بدلا من أوروبا، كانت خطوة رائدة تنم عن وعي فكري وفلسفي وتاريخي فكانت النتيجة هو ما نحن عليه بخصوص مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وطرح مفهوم الامة الديمقراطية والعيش المشترك وصولا الى بناء نموذج الكادر الثوري متمثلا بشخصية الPKK التنظيمية التي اخذت على عاتقها انجاح ثورة الشعوب وثورة المرأة وبدت جلية في شخصية وحدات حماية المرأة YPJ .
هذه هي معاني قفزة الـ15 من آب والتي تعتبر ولادة مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الكردستانية ونقطة ارتكاز لانطلاقة ثورية عصرية هدفها بناء الانسان قبل بناء الاوطان لان الانسان هو من يحمي الاوطان لذلك علينا ان نسير على خطى من أوصلوا هذه القفزة إلى يومنا هذا.