سليمان أبو بكر
من اللقاء الثنائي الذي جرى بين “أردوغان” و”بوتين” يتبين من الأحداث التي تَلَت اللقاء، بل مخرجات اللقاء تؤكد نوايا الروس في صفقة جديدة بينهما، ألا وهي، أن يخرج أردوغان من بعض المناطق التي احتلها على مراحل، مقابل دخول النظام إلى هذه المناطق، ولكن في حقيقة الأمر هو أن أردوغان لن يسلم تلك المناطق بتلك السهولة، فأردوغان عمل جاهداً على تجنيس المواطنين السوريين سواء في تلك المناطق أو الذين هاجروا إلى تركيا، والهدف من ذلك هو اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في تركيا، لأن جميع تحركات أردوغان وهمّه الوحيد هو بقاءه في الحكم وتطبيق جميع مقررات “الميثاق الملي” و”ميثاق القَدَمْ” إضافة إلى تطبيق ما هو مقرر في ميثاق الأمن القومي التركي في كتابهم الذي يُعرف بــ “الكتاب الأحمر”، أي أنه سيعتمد على التعداد السكاني الذين يملكون الجنسية التركية.
ومن جهة أخرى سوف يحاول تطبيق اتفاقية أضنة المُبرمة في عام 1998 بين كل من سوريا وتركيا ولكن وفق المواثيق العثمانية. وبالنتيجة: سوف يكون الروس قد خدموا أردوغان في بقائه على الحكم، كذلك سيستفيد الروس من بسط سيطرة الحكومة السورية على الجغرافية السورية، وبذلك يكون الروس قد ثبت شرعيتهم في التواجد على الجغرافية السورية من الحكومة، ومن ناحية أخرى سيتحاور الروس مع الإيرانيين في تحركهم كورقة ضغط على الوجود الأمريكي في سوريا.
أي أن الروسي بدأ باللعب على أوتار عدة في سبيل بقائه على الجغرافية السورية لتفادي ما خسره من دخوله الحرب الأوكرانية، كذلك المباحثات الأخيرة للروسي مع المعارضة في الجنوب السوري وعدم استجابته للمطالب الثمانية التي قدمتها المعارضة الجنوبية يدل أيضاً على أن الروس يحاولون بناء لعبة بالتوافق مع الحكومة السورية وإيران في ضرب المعارضة في جنوب سوريا, حيث من المعلوم أن أهالي المنطقة الجنوبية من سوريا هم من بدأوا بتأسيس سوريا، والآن هم المعارضة هناك، ويرغبون في حذو الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ببناء وإقامة إدارتهم الذاتية.