أوضح الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم لوكالة فرات للأنباء أن سياسة الدولة التركية منذ نشوئها هي إبادة الشعب الكردي، وحول هجمات دولة الاحتلال التركي بالأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الكريلا قال مسلم:
في السابق لم تكن الدولة التركية تجهر بذلك علناً، ولكن الآن يعلنون عن هذه السياسة بشكل علني، ويعتبرونها هذه مسألة وجود.
وأضاف: ذلك يعني أن وجود الشعب الكردي يعني عدم وجود الدولة التركية، ففي السابق مارست الدولة التركية سياسة تضييق العيش على الشعب الكردي بطرق مختلفة كالاستيعاب والتهجير والتضييق الاقتصادي، وبعدها حظرت وأغلقت الأحزاب السياسية الكردية والتي بلغ عددها 6 أحزاب، وهذه الأحزاب كانت مهتمة بالقضية الكردية، وبعد الحظر الاجتماعي والثقافي، لم يتبق سوى إبادة مقاتلي الكريلا.
وأكد صالح مسلم أن المقاومة هي وسيلة مشروعة للدفاع عن النفس بالنسبة للشعب الكردي، وأن هذا يشرع وجود مقاتلي الكريلا كقوة للدفاع عن النفس، ولذلك فإن الدولة التركية تهاجم هؤلاء المقاومين بوحشية، وأضاف قائلاً:
الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمارسها الدولة التركية الفاشية على الشعب الكردي، تفرض عليه خوض الدفاع عن النفس القانوني، فالشعب سيحمي نفسه ووجوده، لذلك حاولت بشتى الطرق التضييق على الكريلا وفشلت، وحينما لم تستطع تحقيق أي شيء لجأت إلى أساليب لا إنسانية وبعيدة عن الأخلاق، ونحن نسمي هذه الاشياء جرائم ضد الانسانية.
وأكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أن دولة الاحتلال التركي استخدمت الأسلحة الكيماوية في هجماتها على روج آفا أيضاً في عام 2018 وأوضح قائلاً:
في عفرين رفعنا أصواتنا وأكدنا للعالم على ذلك، ولكن لم يستجيب أحد، ففي عام 2019 بـ “سري كانيه” تم نقل الضحايا إلى أوروبا وتمت كتابة التقارير التي أكدت على استخدام الدولة التركية للأسلحة الكيماوية في هجماتها، ولكن الجميع التزم الصمت، والآن يتكرر نفس الشيء، والعالم كله صامت حيال ذلك، ولو حدثت هكذا هجمات بالأسلحة الكيماوية في مكان آخر من العالم كانت ستقوم القيامة، ولكن حينما ترتكبها تركيا ضد الشعب الكردي فلا أحد يبالي. تركيا تنتهك كل القوانين الدولية والمعايير الإنسانية ولكن الكل صامت، لأن العلاقات الدولية تعتمد على المصالح، فتركيا تستخدم وضعها الجيوستراتيجي بشكل جيد.
ألا يعلمون ذلك منذ التسعينيات…؟
ألا يعلمون أن هذه الأسلحة المستخدمة هي من مخزون حلف الناتو؟
بالطبع يعلمون ولكنهم يصمتون حيالها.
وأشار (صالح مسلم) إلى استشهاد 47 مقاتل من الكريلا حتى الآن نتيجة الهجمات الكيماوية التركية وفقاً للمعلومات، وقال: مؤخراً تم الكشف عن استشهاد 17 مقاتل من الكريلا بهذه الأسلحة، ونتيجة لذلك انتفض الشعب الكردي، فهؤلاء الذين استشهدوا هم أبناء كردستان الشرفاء، توجهوا إلى الجبال من أجل حماية شرف وكرامة الشعب الكردي وترتكب بحقهم جرائم ضد الإنسانية، لذلك يجب ألا يبقى أحد صامتاً، فهذا ألم كبير جداً ولا يمكن للمرء أن ينساه.
وأضاف: هذه هجمات ضد الإنسانية وجريمة حرب، لكن لماذا لا يتم محاسبة تركيا على ذلك؟ ولا أحد يبدأ بالتحقيقات؟
أراد بعض الأشخاص الذهاب هناك للتحقيق، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) منعهم، والمستشفيات أيضاً ممتلئة، هناك ضحايا الأسلحة الكيماوية يعالجون في السر في المستشفيات ويُمنَعون من اللقاء مع الآخرين، لقد فهمنا أن الدولة التركية عدوة لنا، ولكن ماذا عن الكرد الآخرين؟
لماذا يظلون صامتين إزاء ما يحدث للشعب الكردي في منطقتهم ووطنهم، إنهم صامتون وكأن ذلك حصل في مكان آخر، ومؤخراً تم إرسال 1200 قناع واقي من الغازات إلى مقاتلي الكريلا للحماية من الأسلحة الكيماوية، ولكن حكومة باشور قامت بالاستيلاء عليها ومصادرتها، وقد قالت والدة أحد مقاتلي الكريلا الذين استشهدوا: (لو ذهب هذا القناع لولدي لما كان ابني شهيداً)
كل هم الحزب الديمقراطي الكردستاني هو كمية النفط التي يبيعها ومقدار الأموال التي سيحصل عليها، وشرف الشعب الكردي لا يهم الحزب الديمقراطي الكردستاني هذا الحزب يخون الشعب الكردي أمام أعين الجميع، وهذا عار كبير، والاستخبارات التركية تفعل كل شيء هناك، وبينما الكريلا تقوم بحمايته يقوم بفتح بابه للعدو.
كما أشار صالح مسلم إلى (مجزرة زاخو) التي ارتكبتها الدولة التركية وقال:
في ذلك الوقت أقامت حكومة العراق الاتحادية القيامة، وذهبت حتى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبعدها ذهب مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد وطلبوا من عائلات الضحايا عدم التوجه إلى الأمم المتحدة، وأن الحزب سيدفع لهم ما يريدون محاولين إسكات تلك العائلات، واليوم تقتل الدولة التركية اخوانهم لكنهم يلتزمون الصمت، أليس هذا عاراً؟
لماذا يخفون جرائم العدو؟
وأضاف مسلم:
الجميع شركاء في استخدام الطائرات بدون طيار، واستخدام الأسلحة الكيماوية والقنابل النووية التكتيكية، لأن قوة وإمكانيات تركيا ليست كافية لإنتاج هذه الأسلحة، ولا يمكنها القيام بهذه الهجمات دون موافقة العالم، لهذا نقول لهم علانية (أنهم شركاء في جرائم تركيا).
هل قوانين الناتو لا تشمل بتركيا؟
عندما يتعلق الأمر بالكرد فإن الجميع يصمتون، ولذلك سوف نحمي أنفسنا أينما كنا، لأنه يوجد ضدنا عدو ظالم، سنقاتل لحماية وجودنا.