تطرق عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عبدالكريم ساروخان في حديثه لموقعنا إلى المقومات والركائز الأساسية التي تُبنى عليها الحوارات أو المفاوضات بين أي طرفين كرديين ورأى أن إنجاح أو نجاح أي تقارب في الصف الكردي مرهون بالتحرر من الإملاءات الخارجية، واعتبر استقلالية الأطراف الكردية في اتخاذ القرارات بجولات التفاوض ركيزة أساسية وهي الأرضية الخصبة للمضي قُدماً في مفاوضات الوحدة الكردية للوصول إلى نتيجة ترضي الشعب الكردي وتحافظ على مكتسباته وتحديداً في روجافا، وفي السياق عرَّج ساروخان إلى جُملة من العوائق والشروط التعجيزية التي تعترض تقدم هذه المباحثات والمفاوضات بين الأحزاب الكردية.
هذه التفاصيل وغيرها الكثير من النقاط التي ترتبط بالأحداث والصراعات المتعلقة بالشرق الأوسط وما يخص الشعب الكردي الذي يمرُّ بمرحلة المؤامرات والخطط الخبيثة وردت في حواره مع موقع حزب الاتحاد الديمقراطيPYD
نص الحوار
ــ الظروف الراهنة في سوريا وفي هذه المرحلة تحديداً تتطلب الوحدة بين الأحزاب الكردية بقادتها وسياسييها لتنعكس ذلك على تحصيل حقوق الشعب الكردي كاملة.
السؤال:
أين وصلت مفاوضات الوحدة الكردية في روجافا؟
وما العوائق التي تَحُوْلُ من الإسراع في إنجاز أو إتمام مفاوضات الوحدة بين الأحزاب الكردية؟.
من جانبنا نحن حزب الاتحاد الديمقراطي نعتبر أي نقطة التقاء أو تقارب في وجهات النظر بين الاحزاب الكردية أمرٌ مُرحَّبٌ بهِ ومُصرُّونَ على إنجاز الوحدة الكردية؛ أما في ما يخص السؤال ورغم أنني لست عضواً في اللجنة المتشكلة من أحزاب الوحدة الوطنية الكردية للتفاوض مع المجلس الوطني الكردي ENKS لكنني كمتابع لمجريات الأحداث أرى أن المفاوضات تسير ببطء شديد، وبرأيي: بالإضافة إلى الخلافات الضمنية بين قيادات ENKS في الداخل وقيادته في الخارج يُعزى هذا التباطؤ إلى جُملة من النقاط التي تعيق وتقف عائقاً أمام التقدم والإسراع في التوصل إلى اتفاق كلّي على جميع النقاط والبنود المطروحة على طاولة المفاوضات وعلى رأس هذه المعوقات هو عدم استقلالية الطرف الآخر في اتخاذ قراراته لارتباطه بمرجعيات كثيرة ومنها الدولة التركية التي تضمر أسوأ الشرور لكل الكرد بلا استثناء وإن أظهرت تعاطفاً آنياً مع طرف آخر، وهذا يذكرنا بالمثل الشعبي القائل (من كثرة الطبَّاخِين فَسُدَتْ الطَّبْخة) أي أن الطرف الآخر إضافة إلى خلافاته الداخلية؛ مرتبط بمرجعيات كثيرة ــ الدولة التركية ــ الائتلاف ــ الديمقراطي الكردستاني — مع أننا لسنا ضد العلاقات الكردية الكردية كالعلاقة بين ENKS والديمقراطي الكردستاني — إلا أننا نرى في اعتبار المجلس الوطني الكردي الدولة التركية والائتلاف مرجعيات للعودة إليهما في أخذ قراراتهم؛ استهتاراً بدماء أحد عشر ألف شهيد في روجافا وإلّا كيف وبماذا يُفسر زيارة أحد أعضاء المجلس الوطني الكردي لقبر أحد الإرهابيين الذي قاتل في سري كانيه وتسبب بقتل العشرات من الكرد ونهبَ وسرَقَ أموالهم؟ ومثل هذه الزيارات كثيرة منذ احتلال عفرين إلى الأمس القريب، ورغم ذلك كنا مصرين على استمرار المفاوضات ومازلنا وقدمنا التنازلات الكثيرة في سبيل تحقيق الوحدة الكردية.
ــ في بداية التفاوض بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية وENKS تم الإعلان عن التوافق على تشكيل مرجعية كردية.
ما أسباب عدم الإعلان عن إتمام تشكيل المرجعية حتى الآن؟.
من المعروف أن البند الأول من مفاوضات الوحدة الكردية التي كنا ننادي بها دوماً وندعو إليها هو تشكيل مرجعية كردية تعني بشؤون وقضايا الكرد وتكون السقف الجامع للشعب الكردي في المحافل الدولية وعلى المستوى الداخلي أيضاً، وتكون كلمتها الفصل في حل القضايا الخلافية بين الكرد، وبحسب متابعتنا مضى شوطٌ من الزمن حتى تم التوصل إلى التوافق على تشكيل المرجعية الكردية إلا أنه ولنفس الأسباب التي ذكرناها في السؤال السابق والمتعلقة بالطرف الآخر إضافة إلى مطلبهم الرئيس بأن يبقى الإعلان عن التفاهمات والتوافقات النهائية دفعة واحدة أي أنهم طلبوا أن تكون التوافقات كلها في سلة واحدة ومن ثم الإعلان عنها.
ــ بحسب التسريبات الإعلامية هناك تفاصيل تقف عائقاً أمام تقدم المفاوضات الكُردية
السؤال:
لو أن مرجعية كردية مستقلة في قراراتها تشكلت؛ أما كان بمقدورها التوافق على هذه التفاصيل التي تقف عائقاً أمام إتمام توحيد الصف والموقف الكردي في روجافا وخصوصاً في مرحلة الوجود أو اللاوجود الكردي؟.
بتقديري لو أن مرجعية كردية تشكلت وأُعلنت عنها لاستطعنا تخطي الكثير من العقبات والعوائق لعدة أسباب أولها كانت ستتمتع بالشفافية المطلقة وتضع الشعب الكردي على مجريات المفاوضات، وهنا كان باستطاعة الشعب الكردي تحديد المخطئ والمعرقل لوحدة الصف الكردي أي أن الكلمة الفصل كانت للشعب الكردي، وهذا ما نسعى إليه لنضع شعبنا أمام الحقائق كوننا اليوم أمام حقيقة تاريخية وأرضية خصبة لتحقيق وحدة الصف الكردي والحفاظ على منجزات ومكتسبات الإدارة الذاتية التي تدير أكثر من 33% من مساحة سوريا إدارة ديمقراطية مُشكلة من كل المكونات عرباً وكرداً وكلدان وآشوريين؛ إلا أن مسألة تشعب علاقات الطرف الآخر وتعدد المرجعيات لديه وتحديداً الدولة التركية والائتلاف يجعله في متاهات كثيرة ولم يعد يستطيع تحديد بوصلة حقيقة الحل في الوصول إلى الهدف المنشود لكل الكرد وهو تحقيق الوحدة الكردية.