
دعت العديد من المنظمات في سوريا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة المياه في شمال وشرق سوريا, وحثت الحكومة التركية على تقاسم موارد مياه نهر الفرات بشكل عادل مع سوريا والعراق، وضمان استمرار محطة مياه علوك في تلبية احتياجات المجتمعات المتضررة.
كما دعا الموقعون جميع الأطراف المشاركة في الصراع الدائر في المنطقة إلى الوفاء بالتزاماتها بتزويد جميع السوريين بإمكانية الوصول إلى المياه الكافية والآمنة، وتحييد موارد المياه من الخصومات السياسية.
وبحسب بيان110 منظمة سورية فإن مناطق شمال وشرق سوريا تواجه أزمة مياه غير مسبوقة، هي الأسوأ منذ ما يقرب من سبعة عقود، إذ إن آثار تغير المناخ وانخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والصراع المستمر تزيد من معاناة المجتمعات المحلية.
وبدأت أزمة المياه عندما قطعت تركيا إمدادات المياه عن محطة علوك التي تعتبر مصدر المياه الوحيد للحسكة والمناطق المحيطة بها، في بلدة (سري كانيه), وفي شهر تموز الحالي أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مدينة الحسكة وما حولها منطقة منكوبة بسبب استمرار تركيا في قطع تدفق المياه.
كما انخفض منسوب المياه في نهر الفرات بشكل ملحوظ بمقدار خمسة أمتار, ويُعزى هذا الانخفاض إلى الإجراءات التي اتخذتها تركيا، والتي حدت من تدفق النهر إلى 200 متر مكعب في الثانية فقط, وتعد هذه الخطوة انتهاكاً واضحاً لاتفاقية تقاسم المياه الموقعة مع سوريا والعراق عام 1987 تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتنص اتفاقية عام 1987 صراحة على التزام تركيا الدائم بالحفاظ على تدفق مستمر قدره 500 متر مكعب من المياه في الثانية من نهر الفرات إلى سوريا, ونتيجة لذلك يواجه أكثر من أربعة ملايين شخص بما في ذلك حوالي مليون نازح داخلياً، تأثيرات كارثية على حياتهم وسبل عيشهم.
إن الآثار المدمرة لأزمة المياه بعيدة المدى، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي، وتراجع سبل العيش وزيادة الهجرة مع بحث الناس عن موارد أكثر قابلية للحياة, كما أدى سوء نوعية المياه وعدم كفاية الصرف الصحي والنظافة وخاصة في المخيمات المؤقتة للنازحين، إلى أمراض خطيرة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه منذ بداية الصراع السوري في عام 2011، تعرض ثلثا محطات معالجة المياه في سوريا ونصف محطات الضخ وثلث أبراج المياه للأضرار، مما أعاق بشدة قدرة البلاد على توفير المياه النظيفة والآمنة لسكانها.
وأيضاً دعت المنظمات الأمم المتحدة إلى التدخل السريع وإيجاد حل مستدام لأزمة المياه في شمال وشرق سوريا وفي جميع أنحاء البلاد, وطالبت بإنشاء آلية مراقبة محايدة ومستقلة لنهر الفرات وجميع الموارد المائية العابرة للحدود المشتركة بين سوريا وتركيا والعراق.
Water crisis in northeast Syria: Calls grow louder for equitable resource sharing