15 شباط اليوم الأسود
في الخامس عشر من شباط تمر علينا الذكرى الخامسة والعشرون على اليوم الأسود، حيث تمكنت قوى الهيمنة العالمية من أسر القائد “عبد الله أوجالان” كنتيجة لمؤامرة تورطت فيها دول عظمى عالمية وإقليمية يندر أن تلتقي على هدف مشترك واحد، مثلما التم شملها في تلك المؤامرة التي أصبحت بمثابة الطلقة الأولى للحرب العالمية الثالثة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط إلى يومنا هذا.
لقد كانت تلك المؤامرة بداية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تحدثت عنه قوى الحداثة الرأسمالية التي رأت في شخص القائد “آبو” عقبة على طريق هذا المشروع نظراً لإمكانياته القادرة على لم شمل الشعوب مع الشعب الكردي الذي يزيد تعداده عن خمسين مليونا، مما يجعله قادراً على تغيير المعادلات القائمة وتأسيس معادلات جديدة في الشرق الأوسط، ولهذا، أرادت التخلص منه أو تحييده، فقامت باستنفار كل أجهزتها الاستخباراتية ومارست كل أشكال الضغوط على الأطراف والدول التي حاولت استقباله أو توفير ملجأ له، ولاحقته حيثما ذهب إلى أن تمكنت من أسره في نيروبي وتسليمه إلى الفاشية التركية في 15 شباط 1999 ورئيس الوزراء التركي يقول “لا نعلم لماذا وضعوا هذه القنبلة في حضننا”.
يُنبِّئْنا التاريخ بشخصيات استطاعت تغيير مسار التاريخ بفكرها وفلسفتها أو ممارساتها، وما نشهده اليوم في العالم هو من آثار تلك الشخصيات والأفكار، ومن دون شك أن شخصية القائد آبو تأتي ضمن هذا الإطار، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال باراديغما الكونفيدرالية الديموقراطية والأمة الديموقراطية الكفيلة بحل النزاعات الدموية التي تتسبب بنزيف دماء وإمكانيات مجتمعات الشرق الأوسط وخاصة المجتمع الكردستاني، بينما كل ذلك لا يروق لقوى الهيمنة التي تعيش على النزاعات وسياسات فرق تسد التي تمارسها منذ قرون.
خمسة وعشرون عاماً من المقاومة في وجه العزلة والتعذيب المستمر تحت رحمة الجلادين الذين جعلوا من لقمة العيش وكأس الماء موضوعاً للمساومة والتهديد، والعزلة المطلقة من التواصل مع البشر على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، كلها ممارسات بعيدة عن المعايير الأخلاقية والقانونية وحقوق الإنسان التي يتشدق بها العالم المتحضر شرقاً وغرباً، ولم يتمكنوا من النيل من إرادة الإنسان الحر في شخص القائد آبو.
كل الذين بصموا تاريخ المجتمعات ببصماتهم تعرضوا للتنكيل والحصار والتعذيب على يد قوى المهيمنة في عصورهم ولكن أن تتعرض شخصية بحجم القائد آبو لهذا القدر من التعذيب والعزلة في القرن الحادي والعشرين مع وجود كل هذه المؤسسات الدولية المهتمة بحقوق الشعوب والأفراد وكل تلك المعاهدات والمواثيق الدولية، فذلك عار على جبين البشرية ودليل على الرياء الذي تمارسه كل تلك الأطراف التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب.
نحن في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي نهيب بكل أعضائنا ومؤيدينا وأبناء شعبنا للانضمام إلى الحملة العالمية التي نثمنها عالياً وانطلقت من أربع وسبعين مركزاً عالمياً تحت شعار “الحرية لعبد الله أوجالان والحل السياسي للقضية الكردية” بكل فعالياتها وأنشطتها على الصعيد العالمي والمحلي، بما فيها التعمق في مانيفستو الحضارة الديموقراطية الذي يرسم سبيل الكونفدرالية الديموقراطية، فذلك هو السبيل الوحيد لحل العقدة الكأداء في الشرق الأوسط وكردستان والوصول إلى الحرية والاستقرار لمجتمعات الشرق الأوسط.
كما نناشد كل المؤسسات والمحافل الدولية المهتمة بحقوق الشعوب وحقوق الإنسان وتتطلع إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، أن تقوم بما تمليه عليها مهامها نحو القائد عبد الله أوجالان ليعود إلى أحضان شعبه لتأسيس أخوة الشعوب والسلام.
ــ الحرية لعبد الله أوجالان والحل السياسي للقضية الكردية.
المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي
13 شباط 2024