
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25/ تشرين الثاني، نحيي في شخص الأخوات ميرابال، سكينة جاسز، افين غويي، هفرين خلف، ريحان عامودا، وجيان تولهلدان ويسرى وكافة النساء الرائدات اللواتي ناضلن بوعي كبير وبشكل منظم ضد النظم الفاشية، وتم اغتيالهن على يد قوى الظلم والاحتلال، ونؤكد أن نضالهن مشاعل تنير دربنا وتعزز فينا ارادة المقاومة والنضال حتى التحرر والانتصار.
النظام العالمي يعيش في أزمة بنيوية وهذه الأزمة تعود لبدايات القرن العشرين وليس من الخطأ أن يتم تعريف تجلياتها اليوم بحرب التقاسم الثالثة للامبريالية، وقد لا يكون أمامنا فرصة سوى بتصعيد نضال المرأة والشعوب المضطهدة والخروج بثورة مجتمعية واعية في خضم هذه الحرب، ولن يكون كافياً تنظيم احتجاجات ضد العنف والمجازر الممارسة بحق النساء، على أهميتها، بل واظهار المواقف الراديكالية لتنظيم هذا الوعي بالحماية الذاتية.
موت المرأة يعني موت الحياة وموت المجتمع والأخلاق والثقافة والطبيعة والحب والعدالة، وموت كل امرأة تخليداً للأبدية الذكورية المهيمنة والحداثة الرأسمالية هو منفى آخر جديد، فالذكورية المهيمنة لعصرنا تحافظ على نفسها من خلال كسر وقتل واستغلال جسد المرأة وهذا ما لا يمكن أن يستمر بعد الآن. فلقد تطورت الحركات النسوية في عصرنا واكتسبت ديناميكية كبيرة وخاضت نضالاً مهماً هذا العام أيضاً. ان نضالنا النسائي الذي يمتلك تجارب مختلفة وهو يتطلب أكثر من أي وقت مضى نماذج وأساليب جديدة لمواجهة الأيديولوجيات والنماذج الذكورية البطريركية المهيمنة.
اننا في مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في أوروبا نؤكد أن أيديولوجية حرية المرأة تضمن التحرر وفي الوقت نفسه ترسخ كينونتها وفقاً لعلم المرأة “جينولوجي” وتطور قوتها وحمايتها الذاتية، فلا يمكن اضعاف النظام الذكوري المهيمن والقضاء عليه فقط من خلال نضال عاطفي أو ردة فعل أو عمل ثوري بل على العكس من ذلك، كل نضال بدون تنظيم وأيديولوجية يؤدي الى نتيحة تزيد من تشجيع الهيمنة الذكورية وتكثف من توجهها، ونحن نشاهد اليوم كيف تؤدي الانتفاضات الوحشية، دون الحصول على النتائج المرجوة، الى انتكاسة في نضال المرأة وتجعل النظام يعزز نفسه بشكل أقوى، وبالطبع هذا النضال مستمر ومع تعمق الأزمة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الانسانية من المهم للغاية لنا كنساء أن نستخلص الدروس من التاريخ والحاضر، وبالنضال الصحيح نتغلب على هذا النظام الذكوري المهيمن الذي وصل الى مرحلة بالغة الخطورة، ولذلك هناك ضرورة لتطوير نضال مشترك من خلال تطوير الاستراتيجيات والتكتيكات الصحيحة في العالم والمنطقة.
اننا اذ نبارك للمرأة هذا اليوم نرى في الوقت ذاته أن الحرب التي يشتد أوارها أكثر في العالم بهذه المرحلة وخاصة في الشرق الأوسط انما تؤثرعلى النساء اكثر من غيرهن، ففضلاً عن التمييز الجنسي والعنف الممارس ضد المرأة تأتي الحروب لتضاعف معاناة النساء وليدفعن مع الأطفال ضريبتها الأكبر.
فلنقم بثورة اجتماعية على أساس العقد الاجتماعي ونبحث عن أمل جديد ويمكن لحركة الثورة المتحدة للمرأة ان تؤدي دورها الريادي أكثر من اي وقت مضى وتصبح قوة اجتماعية فاعلة.
مجلس المراة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD أوروبا
16/ 11/ 2023