بمناسبة قدوم عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية
مع قدوم عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وفي وقت تشهد فيه الأزمة السورية دخولها مرحلة جديدة، حيث أن العام 2017 شهد تطورات مهمة خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، والتي وعلى الرغم من توجيه ضربات قاصمة له وبشكل نوعي على يد وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية من بعد تحرير عاصمة الدولة المزعومة- داعش و بدعم وتنسيق من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تنظيمات إرهابية لا تزال موجودة وتشكل خطورة جدية على شعب سوريا، وتعرقل الحل الديمقراطي مثل جبهة النصرة وجماعات مسلحة مرتبطة بها، علاوة إلى بؤر الإرهاب الداعشي ومنابت دعمه المادية والمالية والفكرية التي يتلقاها من عموم الأنظمة الاستبدادية الإقليمية وفي مقدمتها النظام التركي، لذا فإنه من الضرورة تعزيز كل ما يلزم لحماية المجتمع السوري والدفاع عن المكتسبات المتحققة في شمال سوريا بفضل دماء الآلاف من بناتها وأبنائها.
يأتي اجراء مرحلتين من انتخابات الفيدرالية لشمال سوريا والتأسيس لدستور ديمقراطي سوري كأحد أبرز سمات العام المنصرم إلى جانب الكثير من المكتسبات الميدانية والدبلوماسية المتحققة، وبالأخص فيما يتعلق بالجانب المجتمعي المتعلق بدوره بالعيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة مصيرها. وعلى الرغم من التراجع الملحوظ للحرب في سوريا لكن هذا لا يعني بالضرورة الاقتراب من تحقيق الحل السياسي.
فالمرحلة الجديدة ستشهد اشتباكاً عالي الكثافة من ناحية مزاحمة الأجندات في سوريا منها الإقليمية والدولية في الآن ذاته، التي يرى فيها قسم من التحالفات المستجدة بأن حل الأزمة السورية وفق مساره السياسي الديمقراطي على تعارض من رؤاها الضيقة وأجنداتها العدائية الضد من شعب سوريا ومن تطلعاته المشروعة، وهذا يحمل جانب مهم من تفسير الاصرار على استبعاد القوى الديمقراطية المؤثرة في تحقيق الاختراق للأزمة السورية، في مقدمتها القوى والأحزاب السياسية التي أنتجت مشروع الحل الديمقراطي السوري والمتمثل بدوره في الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا.
ضمن نتيجة فشل جولات جنيف الثمانية والجولات المماثلة من اجتماعات آستانا، وضمن زعم عقد اجتماع سوتشي في نهاية الشهر المقبل. فإنها لم ولن تستطع أن تؤسس وتهيئ للحل السوري طالما لا تزال تسترضي أنظمة الاستبداد واصرارها في عدم مشاركة القوى التي بمقدورها تحقيق الحل؛ أي القوى التي تمثّل إرادة شعوب شمال سوريا وعموم سوريا، وهذا يؤثر بدوره على تأخير الحل الديمقراطي في سوريا، لا بل على تأجيج الصراع السوري والإقليمي والذي يعزز بدورهما احتمالات التفكك والانقسام السوري.
إننا في الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM وبمناسبة عيد الميلاد المجيد، وقدوم رأس السنة الميلادية نهنئ شعوب روج آفايي كردستان وشمال سوريا وعموم شعب سوريا والعالم بهذه المناسبة وبالأخص الشعب السرياني الآشوري الكلداني، وعموم معتقدي الديانة المسيحية. ونؤكد بأن قيم المحبة والسلام وتعاليم الدين المسيحي لعبت دوراً تاريخياً سابقاً واليوم، وإننا نستلهم من هذه القيم ومن جميع الأديان والمعتقدات كل ما يسهم في تأسيس أواصر المجتمعية والتأكيد وفق ذلك على حق ممارسة جميع الشعائر والمعتقدات الدينية التي من شأنها أن تعزز وتكرس السلام والأمن والاستقرار. وفي الوقت الذي نتمنى فيه أن يكون العام الجديد عام السلام في سوريا؛ فإننا نعاهد شعبنا بالنضال المشروع والدفاع عن جميع مكونات شمال سوريا كتفاً إلى كتف مع جميع القوى الخيّرة والإرادات النبيلة، وأن لا نوفِّر أية فرصة من شأنها انهاء الأزمة السورية وتحقيق التحول والتغيير الديمقراطي للوصول بسوريا وسيعة على جميع شعوبها وفق النظام الفيدرالي /الاتحادي/ الديمقراطي.
ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير.
25 كانون الأول 2017
الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM