يصادف العشرون من إيلول الذكرى العشرين لتأسيس حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لنستذكر جميع شهداء الحرية ونبارك بهذه المناسبة عوائل الشهداء وجماهير شعبنا الأبي بكافة مكوناته الذي اختار طريق المقاومة والكرامة والنضال حتى تحقيق الحرية والعدالة.
في مثل هذه الأيام قبل عقدين من الزمن وفي ظروف استثنائية مرت على المنطقة والعالم، وما نزال نعيش تداعيات تلك المرحلة، تأسس حزبنا معلناً جملة من الأفكار والمبادئ ووفق أسلوب واستراتيجية تؤكد بمجملها وتنطلق من ثوابت وطنية وديمقراطية وقضايا حرية المرأة وشعوب المنطقة المقهورة التي استبد بإرادتها من خلال فرض شكل الدولة القومية المركزية التي قسمت المنطقة وفتتت معالمها بشكل يعادي إرادة الشعوب وحقوقها التاريخية في مقدمة هذه القضايا القضية الكردية التي بات حلها اليوم مسألة حتمية وضرورية وإحدى أهم ارتسامات المرحلة الحالية بكل الظروف الموضوعية والذاتية المؤكدة بدورها على أن حل القضية الكردية وفق مفهوم الأمة الديمقراطية يعني ترسيخ أمن هذه المنطقة واستقرارها وسلامها المستدام. نتيجة الاستراتيجية التي انتهجها حزبنا تعرض لجملة من السياسات المعادية بتعاون مشترك بين جماعات القومية البدائية وأنظمة الاستبداد المركزي التي ابتغت تصفية الحزب منذ تأسيسه وزج المئات من أعضائه في المعتقلات وتعرضهم لشتى أشكال العنف والتعذيب وصولاً إلى استشهادهم بدءاً من شيلان ورفاقها وصولاً إلى أحمد حسين وأوصمان دادلي وعيسى حسو وخالد كوتي وغيرهم. ليتحول كل ذلك ويعد بمثابة عوامل لاستمرار النضال وانتهاج الحلول الديمقراطية التي تؤسس القاعدة المتينة لأخوة الشعوب ووحدة مصيرها ومبدئية عيشها المشترك. وبناء على هذه الثوابت والاستراتيجية النضالية التزم حزبنا الخط الثالث في الأزمة السورية وقام بدوره الطليعي مع قوى وأحزاب من مكونات شمال وشرق سوريا في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية وفق عقد اجتماعي تؤكد إرادة عموم مكونات شمال وشرق سوريا انطلاقاً من حقيقة الدفاع المشروع وأحقيّة الشعب الثائر وتنظيم المجتمع ومأسسته نحو طريق المجتمع الأخلاقي السياسي بريادة المرأة الحرة والشبيبة الثائرة.
إن حزبنا منذ بداية تأسيسه يناضل من أجل تنظيم الشعب والمجتمع، وتحقيق المجتمع الأخلاقي والسياسي، وتطوير السياسة الديمقراطية، وتحقيق نظام لا مركزي ديمقراطي في سوريا وترسيخ وتطوير نظام الرئاسة المشتركة والتمثيل العادل للمرأة في كافة المجالات، ويؤكد على وجوب تعزيز نظام الحماية والدفاع المشروع والعمل على تحير المناطق المحتلة وكل ما يلزم لتعزيز الجبهة الداخلية في وجه الاستهداف الذي يتعرض له مكتسبات ثورة 19 تموز ونموذج الحل الديمقراطي، وإننا نغتنم ذكرى التأسيس هنا لنؤكد بأن شعار (jin,jiyan, azadi) (المرأة، الحياة، الحرية) بات يمثل مفاتيح الحل للأزمة التي تعيشها العالم ونظام الهيمنة بمختلف أشكالها وتداعياتها وليس فقط منطقة الشرق الأوسط. كما نؤكد بأن إنهاء العزلة عن القائد أوجلان فيلسوف الأمة الديمقراطية وتحقيق الحرية الجسدية له يعد واجباً أخلاقياً ووطنياً على حزبنا وإحدى أهم أولوياته في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة.
كما نؤكد هنا مرة أخرى بأن الحراك الثوري السوري الذي انطلق في منتصف آذار 2011 كان منصفاً وأن شعب سوريا له كامل الحق في تحقيق التغيير الديمقراطي، وأن حل الأزمة السورية لن يكون إلا وفق مساره السياسي وفق القرار الدولي 2254، ومن هنا نؤكد بأن الحوار السوري السوري وبريادة سورية يكتب له النجاح حين يتم تمثيل مكونات شعب سوريا وألا يستبعد منه أحد في مقدمتهم قوى ومكونات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي أثبتت وتثبت كل لحظة بأنه لا بديل عن خيار أخوة الشعوب والعمل على تعزيز الاستراتيجية التاريخية للعلاقات الكردية العربية وكل مكونات سوريا والمنطقة.
مرة أخرى نهنئ شعبنا وأعضاء حزبنا ومناصريه بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس حزبنا مؤكدين بأننا لن نحيد عن طريق الشهداء. وعهدنا أن نواصل طريق النضال حتى تحقيق الأهداف والقيم النبيلة التي استشهدوا من أجلها.
19 أيلول 2023
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD