وليد بكر ــ
المؤامرة الدولية التي تقودها قوى الرأسمالية العالمية ضد شعوب المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، وتقسيم التَرِكَة العثمانية وألمانيا النازية لخسارتهما الحرب، ومن ثم أمريكا وإسرائيل وبتنسيق كبير من قبل حلف الناتو بعد الحرب العالمية الثانية، فتم تجزئة الشرق الأوسط حسب مصالحهم إلى عدة دول قومية، ولكن تم تقسيم كردستان وإلحاقها بأربع دول وعدم الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، ومارست تلك الدول المستبدة كافة الأساليب لقمع الانتفاضات الداعية إلى الحرية والديمقراطية، فتم ارتكاب العديد من الإبادات والمجازر والتدمير والحصار اقتصادي والصهر الثقافي وممارسة سياسة الأرض المحروقة في كردستان، وذلك بغية إخضاع الشعب أو تهجيرهم إلى مناطق بعيدة عن أرضهم التاريخية؛ وعلى رأس تلك الدول المستعمرة لكردستان كانت وما تزال الدولة التركية وريثة الطورانية العثمانية تعمل بكل ما لديها من قوة حتى لا ينال الكرد حقوقهم العادلة، بالتعاون وعقد التحالفات والمعاهدات مع دول المنطقة والعالم.
فقد جرى ويجري كل ذلك بدعم من حلف الناتو وقوى الحداثة الرأسمالية العالمية المهيمنة، وذلك لأجل مصالحهم التي تؤمنها الدولة التركية لهم، ونتيجة الظلم الكبير الواقع على الشعب الكردي؛ كان لا بد من ظهور شخصية مفكرة تقدمية عصرية من بين الشعب ويقودهم إلى سبيل الحرية، فظهر القائد عبد الله أوجلان، وأسس مع رفاقه حزب العمال الكردستاني بريادة مناضليه الشرفاء لتوعية الشعوب وتنظيمهم واستنهاضهم للدفاع عن حقوقهم وكرامتهم، ولكن هذا الارتباط الكبير بالمقاومة والإصرار لأعضائه جعل النظام التركي وبحكوماته المتعددة القيام بمواجهتهم بكافة صنوف الاسلحة التدميرية وممارسة الحرب الخاصة بشكل واسع، وذلك بدعم كبير من الناتو وإسرائيل بتقديم أحدث الأسلحة المتطورة والتقنية الحديثة والدعم الاستخباراتي، ولكن الرفاق جابهوا كافة الصعوبات ببطولات عظيمة وقدموا في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء، وعندما لم يجد العدو نتيجة؛ خطط مع القوى العالمية وقام بمؤامرة دولية خبيثة لخطف القائد (آبو APO) وأسره في سجن منعزل بقصد إنهاء الثورة، لكن القائد بفكره النيِّر وخطواته لأجل السلام وارتباط الشعب به أفشل تلك المؤامرة ولم تصل المؤامرة لغاياتها.
عندما بدأت الانتفاضة في سوريا؛ قاد حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الجماهير في روج آفا لتنظيم صفوفه وتوحيد قواه السياسية على هدى فكر وفلسفة القائد آبو، وإعلان ثورته المظفرة وإدارته الذاتية، وقاوم بكل ضراوة كافة القوى التي هاجمت المنطقة بقصد تقويض الإدارة الذاتية وإفشال مشروع (الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب).
أرادت القوى التي تسمى بالمعارضة ومعها الدول الداعمة لها كتركيا وقطر الاخوانيتان وكذلك الأنظمة السورية والإيرانية ومعهم روسيا، عدم الاعتراف بالإدارة الذاتية خوفاً من نشر ثقافة المقاومة والديمقراطية في المنطقة، لكن كافة شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا متحدة ومتضامنة تسير خلف شهدائها الأبرار وفكر قائدها أوجلان.
منذ أكثر من /25/ عاماً والقائد (آبو) يعيش في عزلة مشددة وسط البحر، وتُمارِس السلطات التركية كافة الأساليب غير الإنسانية بحقه، ومنذ ثلاث سنوات يمنع زيارته من قبل المحامين والعائلة، وهذا منافٍ لكافة القوانين والشرائع الإنسانية، وهو دليل على أن الدول الأوروبية التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان؛ هي فقط شعارات براقة تتزين بها، ولكن سيستمر كافة الشعوب ومحبي فكر القائد أوجلان في القيام بكافة الفعاليات، من إضراب عن الطعام والمَسِيرَات ومَعَارِض نشر كُتُبِهِ وندوات فكرية حول آرائه في الحرية والسلام، والقيام بحملات جمع التواقيع المليونية حتى تحرير القائد جسدياً ليساهم بمشاريع السلام في المنطقة.