آلدار خليل-
جميع التطورات التي تعصف بالمنطقة ليست بمعزل عن بعضها البعض، كل الأمور تؤثر وتتأثر ببعضها البعض، حكماً القضية الكردية هي حاضرة وهناك من يجعلها دائماً في حساباتهم حيث يريدون ألا تكون كما يريدها الكرد الباحثين عن حقوقهم الديمقراطية والشرعية في جميع أجزاء كردستان.
حجم الضغوط التي يتم اتباعها على الكرد تكاد تكون متساوية وبنفس الوتيرة وفي جميع الأجزاء وأن اختلفت الأشكال والإطارات، حيث لا يمكن أن نقول بأن ما يحدث في باشور من محاولة لفرض بعض الأمور بهدف صرف الاهتمام عن النضال الذي تقوم به حركة الحرية الكردستانية منفصل عما يحدث في شنكال، حيث هناك تطويق لإرادة الإيزيديين في شنكال وجهود في الحقيقة سلبية للغاية وكأن البعض يريد أن يكرروا سيناريو ما حدث في فترة حكم صدام واستجلاب قواته إلى هولير لاحتلالها في تسعينيات القرن الماضي، واليوم بالذات الغاية هناك من يود فرض ذات الإرادة الغريبة على أهل شنكال وكأنهم يريدون أن يتعرض أهل شنكال لفرمان آخر وإعادة مآسي الماضي وإلا ما دواعي الاتفاق بين هولير وبغداد وأهل شنكال قد دافعوا عن منطقتهم ونظموا أنفسهم إدارياً ومجتمعياً، أيضاً الأمور على ذات الصلة مع الممارسات التي تفعلها تركيا ضد باكوري كردستان، حيث يريد أردرغان تصدير أزماته الداخلية وحالة الحصار التي باتت تلاحقه أوروبياً وعربياً عبر توجيه الأنظار إلى ما يسميه حسب زعمه الخطر الكردي المحدق بالأمن القومي التركي، كذلك وفي نفس المدار الذي يريد عرقلة مساعي الكرد في سوريا في بناء الإرادة الديمقراطية العلمانية الجهود واحدة سلباً ضدنا وتتم المخططات المذكورة ضد الكرد في كل أجزاء كردستان بذات الحجم.
الزيارة الأخيرة لأعضاء من المجلس الوطني الكردي إلى المناطق التي تحتلها تركيا واجتماعهم مع من هم مدانيين بكل المقاييس بارتكاب جرائم ضد شعبنا في عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض وارتكابهم لجريمة شهادة السياسية الكردية هفرين خلف وغيرها وإن كان الأمر هو في سياقه الطبيعي؛ كون المجلس الوطني الكردي هو عضو في الائتلاف وشريكه في سياساته. لكن؛ موضوع الزيارة وترتيباتها ليست بالصدفة أو بمعزل عن الجهود التي تريد نسف واقع الكرد الذي يخدمهم إلى واقع يخدم الآخرين دون الكرد.
حيث لا تفسير منطقي ومعقول لكثافة التحركات من قبل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف بالتوازي مع وجود محادثات كردية – كردية في روج آفا وفي ظل المقارنة الكبيرة بين ممارسات الائتلاف وجهود الكرد في مناطق الإدارة الذاتية يمكن الوصف بأن هذه التحركات حكماً مسبقاً على النظر برؤية ضبابية نحو مشروع وحدة الكرد في روج آفا. من غير المعقول أن يكون هناك من يسعى لوحدة وطنية كردية؛ بهدف خلق موقف كردي قوي يتم من خلاله الحفاظ على مكاسب الكرد وتحرير مناطقهم المحتلة وفي ذات الوقت يجتمع مع من يريد ألا يكون هنا كموقف كردي موحد وقوي وكذلك يسعى للمزيد من الاحتلال في مناطق الكرد وباقي المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية!
هذه الالتواءات في المواقف قد يفسرها البعض بأنها سياسية وفي السياسة التحرك نحو كل الوجهات ممكن، في الحالة المجازية قد يكون هذا صحيحاً لكن بعد التحرك والتعرف على حقيقة المواقف والجهات عندها في حال كان الأساس في التحرك سياسياً يتم اتخاد خطوات للحيلولة دون الوقوع في مخططات من يريدون أن نكون مثلهم ونتشابه معهم في كل شيء ولا نكون كما نحن ونكون باللون الذي اخترناه. الفرق كبير في أن يتم اللقاء مع الائتلاف من أجل وضع حد لدوره وممارساته في المناطق الكردية وبين النقاش على خطوات تطوير دوره في تلك المناطق والمشاركة معه!
نحن اليوم أمام مفارقات تاريخية. الأهداف التي ضدنا واضحة، القضاء على داعش الذي شكّل الخطر على العالم بذات مستوى الخطر هناك اهتمام بالشكل الذي تم هزيمته، لطالما كان الكرد العماد الرئيس في هذه الهزيمة والانتصار التاريخي.
سيكون هناك من يحاول ألا تكون المناطق التي هزمت داعش كما هي الآن، يريدون أن ينتزعوا هذا النصر التاريخي والمدخل الثاني نحو عموم العالم بعد النضال التاريخي والمقاومة النوعية التي أبداها الكرد التي تعتبر كعامل هي الأول إذا ما صنفنا العوامل التاريخية التي يمكن للكرد أن يدولوا قضيتهم عالمياً.
الانجرار نحو أية مخططات ضد الكرد لن تكون لمصلحة الجميع في الحالة العامة وفي الإطار الكردي الخاص لن يكون التحرك بتذبذب طريقاً نحو خدمة الكرد. لا بد من ألا يتم الخروج عن المدار الملازم على هوية الكرد وحقوقهم تلك التي يريدها الكرد لا من يهبها هبةً لهم. هنا كما هو أبعد من الحد من تطور القضية الكردية، جهود تتم لإحاطة هذا التسلل الكردي التاريخي وبناء مكاسب نوعية وتاريخية بعد عام 2011، يريدون القضاء على الشكل المؤسس لهذه المكاسب الكردية والعجيب والخطير أنهم لا يريدون أن يقضوا عليه آنياً إنما بأشكال وطرق يتم من خلالها منع أو بروز أي تطور كردي لافت في المستقبل طبعاً القريب والبعيد معاً.