خرج اليوم العشرات من إيزيديي إقليم الجزيرة وأهالي ناحية عامودا في مظاهرة منددة بالهجوم التركي على شنكال، مؤكدين أن استهداف الشهيد سعيد حسن “محاولة لتنفيذ المخطط المشبوه في الكواليس للتطهير العرقي”، فيما اصدر كل من الاتحاد الإيزيدي لمقاطعة عفرين واتحاد المرأة الإيزيدية لروج آفا بيانين منفصلين في ذات السياق .
ونظم مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في ناحية عامودا التابعة لمقاطعة قامشلو، وبالتنسيق مع البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة مظاهرة للتنديد بالهجوم الذي شنه الاحتلال التركي يوم أمس الاثنين على شنكال، والذي أسفر عن استشهاد القيادي في وحدات مقاومة شنكال سعيد حسن وابن أخيه المقاتل في صفوف الوحدات.
وانطلق المتظاهرون من أمام دوار المرأة حاملين يافطات كتب عليها “نندد بالقصف التركي على شنكال”, “لا للإبادة الإيزيدية”، ورافعين أعلام وحدات مقاومة شنكال والبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، وصور شهداء الحرية.
ولدى وصول المتظاهرين إلى دوار شنكال جنوب الناحية، وقفوا دقيقة صمت إجلالاً للشهداء، من ثم قراءة بيان باسم البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة.
وأوضح البيان: “يؤلمنا أن نتوجه لكم كل مرة، لنسمع ضجيج طائرات الدولة التركية قبل أن نسمع ردود فعلكم وهي تقصف أهلنا في شنكال، فنحن شعب عانى وعاش الآلام على تاريخه الطويل، ومازال يؤمن بمعاني التعايش، وأن الإنسان كائن يمتلك من مشاعر المحبة والصفات الخيرة، لهذا نتوجه إلى الرأي العام العالمي شعوباً ومنظمات وأحزاباً ودولاً ومنظمة الأمم المتحدة لنبث لهم آلمنا ومواجعنا المستمرة منذ تاريخ الفرمانات الأولى حتى يومنا هذا في حادثة الاعتداء الآثم من قبل الدولة التركية واستشهاد الشخصية ذات الشأن في المجتمع الإيزيدي سعيد حسن”.
وأضاف “نسأل بصوت عال لماذا اليوم يستهدفون بطائراتهم صفوة المجتمع الايزيدي والرمز الشنكالي الكبير”.
وأكد “لم يكتفوا بحادثة يوم 14 شهر آب/أغسطس عام 2007 بارتكاب مجزرتي سيبا شيخدري وتل عزير، ولم يكتفوا بواقعة شنكال جينوسايد القرن الواحد والعشرين في الثالث من آب عام 2014، واستهدفوا في 25 آب/اغسطس 2018 الشهيد الرمز زكي شنكالي، واستهدفوا الشهيد سعيد حسن والد الشهيدة بيريفان وسليل أسرة وطنية واجتماعية، وذلك في محاولة الضرب في العمق، وإضعاف المعنويات لتنفيذ المخطط المشبوه في الكواليس للتطهير العرقي، واجتثاث جذور الشعوب الأصيلة في المنطقة لتسهيل عبورهم بلا حواجز نحو جبال شنكال الاستراتيجي وإكمال مخططهم اللئيم للقضاء على الكرد والعرب والسريان والآرمن ليكون الميثاق الملي هو السائد في مزبوتاميا وإسكان شعوب لا جذر لهم في ترابها وبالتالي طبع تاريخ بلا هامش أو مستند أو حتى زعم”.
واختتم البيان قائلاً: “كل الفرمانات لم تبلغ جبل شنكال ولم تقض على ثقافته وموروثه وشعبه وبقي الند لكل من يحاول النيل منه فهو جبل البقاء، والمواجع التي كانت تتحول دائما غناء لا تستوعبه المقامات ولا يستطيع الشعر مجاراة مشاعره، والآن نحن لا نخفي حزننا ومشاعر الآلام لكننا على يقين بأن استهداف سعيد حسن الذي ارتقى شهيداً ورمزاً ما هو إلا دلالة على الهستيريا التي تعيشها الدولة المعتدية تركيا ومحاولتها واستغلال هذا التاريخ كل سنة لتعلن أنها حاقدة بلا خجل وأنها باقية على عهدها في اجتثاث الشعوب”.
الشهباء
وتجمع العشرات من أعضاء الاتحاد الإيزيدي لمقاطعة عفرين أمام مركزهم الواقع في ناحية الأحداث بمقاطعة الشهباء، رافعين صور الشهيد سعيد حسن ومام زكي شنكالي والشهيدة بريفان وأعلام الاتحاد الإيزيدي لمقاطعة عفرين.
وقرئ خلال التجمع البيان الذي أصدره الاتحاد بهذا الصدد.
البيان وصف المجزرة بـ “العمل الجبان للدولة التركية” وأضاف ” الدولة التركية تستبيح كل المقدسات في سبيل تحقيق مآربها بتوسيع رقعة سيطرتها”.
وأضاف البيان “إن ضرب شنكال هو في الحقيقة استباحة لسيادة وكرامة دولة العراق وحكومة إقليم كردستان، واستهتار للمواثيق والقرارات الدولية، واستمرار سكوت دولة العراق عن اغتيال تركيا للعديد من المناضلين على أراضيها أمر غير مقبول، ونعتبره محاولة لتركيع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال لقبول اتفاقية الإذعان التي أملتها تركيا على حكومتي العراق وإقليم كردستان” .
البيان استنكر جريمة استهداف المناضل سعيد حسن وطالب “المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بوضع حد لغطرسة الدولة التركية، وإرغامها على تفكيك قواعدها المتواجدة على أراضي إقليم كردستان ونقلها إلى أراضيها، كما نناشد حكومة إقليم كردستان بالتعاون مع الإدارة الذاتية الديمقراطية لشنكال بدلاً من التعاون مع دولة الاحتلال التركي، التي تخطط وتعمل على قضم كل أراضي كردستان”.
كما أصدر اتحاد المرأة الإيزيدية لروج آفا بياناً بهذا الصدد ذكرت فيه أن هدف “الفاشية التركية من القصف هو منع عودة أهالي شنكال إليه، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
بيان اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا أدان “بأشد العبارات الهجوم السافر للدولة الفاشية التركية على المجتمع الإيزيدي”. كما ناشد ” كافة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية وخاصة منظمات الأمم المتحدة ومنظمات حرية الأديان بوضع حد لهذا المجرم منتهك كافة المكونات”.