قام صحفيون كرد ودوليون بتقييم الأثر الإنساني والآثار الاستراتيجية للموجة الأخيرة من الغارات الجوية التركية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا، وذلك خلال حلقة نقاش عبر الإنترنت استضافها المركز الكردي للدراسات.
تحدث أولاً (لوكاس تشابمان) وهو صحفي أمريكي مستقل يتمتع بخبرة سنوات عديدة في NES، الذي لخص موجة الغارات الجوية التي بلغت أكثر من مائة بقوله:
لم يكن هذا مجرد قصف عادي، لقد دمر على نطاق واسع مرافق متعددة من البنية التحتية المدنية, ومن يفهم القوانين والاتفاقيات الدولية يعلم أن هذه جريمة حرب, لقد أدت إلى توقف محطات الطاقة ومحطات المياه والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية عن العمل.
وأضاف:
لقد تُركت المنطقة بأكملها بدون الغاز المنزلي، بينما لم يكن هناك غاز أو ماء أو كهرباء لأكثر من عشرة أيام مما يجعل الوضع صعباً للغاية, لقد سمعنا قصصاً عن صدمات نفسية ومعاناة شديدة للغاية، أصابت النساء والأطفال, لقد أصبحت الضربات التركية شائعة والناس خائفون جداً من الخروج ومساعدة المصابين نتيجة الضربات المزدوجة.
بعد ذلك تحدث مباشرة من (قامشلو) (خبات عباس) الصحفية المستقلة والباحثة والمستشارة في NES, وقال:
إن السكان الذين يعيشون في روج آفا هم ضحايا الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلف الأبواب المغلقة, والضرر الناجم عن هذه الهجمات ليس فقط مادياً, بل أدى إلى انتشار الرعب, ولا يستطيع الناس أن يعيشوا حياة طبيعية وأن يحصلوا على الخدمات, و نرى الآن طوابير طويلة من السيارات بطول كيلومترات تنتظر المازوت من الساعة الخامسة صباحاً حتى منتصف النهار فقط للحصول على بضعة لترات.
وأوضحت عباس قائلة إنها أُجبرت على الاحتماء في غرفة مظلمة مع ابنة أختها البالغة من العمر خمس سنوات أثناء القصف, وأضافت:
في هذا النوع من الهجمات أنت فقط تنتظر أن تُقتل أو لا تُقتل, لا يمكنك حماية نفسك, والهجمات التركية كان لها تأثير ضار على الجهود للقضاء على تنظيم داعش, فبالتزامن مع الهجمات التركية شن داعش 17 هجوماً, عمّ الابتهاج في المعسكرات التي تحتجز معتقلي تنظيم داعش, لقد فقدنا (شبلي شبلي) أحد قادة وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية صمن التحالف الدولي ضد داعش, وهذه خسارة فادحة للمنطقة، فاغتيال الأشخاص ذوي الخبرة الذين قاتلوا داعش إخسارة للإنسانية جمعاء.
ثم ألقى (مات برومفيلد) الصحفي المستقل والمساهم في (ميديا نيوز) كلمة قام فيها بتقييم استراتيجية تركيا في شن موجة الضربات, وقال:
تهدف تركيا إلى زرع الفرقة، خاصة بين أهالي شمال وشرق سوريا وقيادتهم السياسية، وبين الكرد والعرب الذين يعيشون في شمال وشرق سوريا، وأيضاً بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك بين الأطراف المختلفة للحركة السياسية الكردية.
وأضاف برومفيلد:
أن الهجمات التركية حدثت أيضاً بالتزامن مع جهود إيران والحكومة السورية للاستفادة من العنف وعدم الاستقرار في منطقة دير الزور الواقعة في أقصى جنوب شمال وشرق سوريا, ومع ذلك فإن غالبية الناس في دير الزور وفي جميع أنحاء شمال وشرق سوريا ما زالوا واقفين خلف الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مما يوفر قاعدة انتخابية مستمرة للمشروع السياسي وتمكينه من الاستمرار في مواجهة الجهود التركية المستمرة لزعزعة الاستقرار.