
عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” اجتماعاً، في مقر الأمانة العامة بالرياض بحثوا فيه جملة من القضايا الإقليمية من بينها القضية السورية.
وفي الشأن السوري، جدد المجتمعون التزامهم بالتوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها ويتوافق مع القانون الإنساني الدولي بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وكانت الإدارة الذاتية أطلقت مبادرة في 18/04/2023 من تسع نقاط للوصول إلى حل سياسي سلمي للأزمة التي تعيشها البلاد تشمل جميع الأطراف وتحفظ وحدة الأراضي السورية ولا تتعارض مع المقررات الدولية لا سيما القرار 2254.
ودعا المجتمعون إلى ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية للاجئين والنازحين بما يتفق مع معايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وأهمية تقديم الدعم اللازم للاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم.
وشدد وزير الخارجية السعودي، الأمير “فيصل بن فرحان” ــ في كلمة افتتاح الاجتماع الوزاري ــ على أهمية مكافحة التطرف ومواصلة العمل على منع عودة داعش. قائلاً: إن المملكة ستبذل كل جهد لملاحقة داعش أينما وجد وستواصل الجهود المنسقة لاقتلاع آفة الإرهاب من جذورها.
كما دعا الوزير السعودي إلى وجوب العمل على منع داعش من استغلال أي فرصة للعودة من جديد وتجفيف منابع تمويله.
وقبيل الاجتماع الوزاري وجَّهَ الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، رسالة إلى مؤتمر التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي سيعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، هذا نصها:
ــ منذ سنوات ونحن نحارب تنظيم داعش والإرهاب بالتعاون مع التحالف الدولي وحققنا في ذلك المجال خطوات مهمة ومكاسب كبيرة للغاية، وبات ضرورياً جداً في هذه المرحلة بأن تستمر عمليات مكافحة الإرهاب بشكل أوسع وعلى مختلف الأصعدة (سياسياً – اقتصادياً – قضائياً) لكي نتمكن من إلحاق الهزيمة المستدامة بالتنظيم الإرهابي بكل أشكاله ومسمياته، كونه حتى الآن بقيت الجهود المكافحة للإرهاب محصورة بالجانب العسكري والأمني فقط.
للأسف تعددت الأسباب وحالت دون تطور النضال الأشمل الذي تأخرنا فيه حتى الآن، لأنه بالتوازي مع ما نعيشه اليوم هناك مخاطر واضحة تتضح من جهة الإرهاب وعلى وجه الخصوص من داعش ومحاولات حثيثة منه من أجل تنظيم ذاته وإعادة تجميع قواه؛ ما يؤشر لوجود مخاطر كبيرة ضد مناطقنا وعموم المنطقة والعالم، وهذا سيكون له دور كبير في خلق الفوضى وتهديد المكاسب المحققة.
من جهة أخرى هناك قضية المعتقلين من المقاتلين الإرهابيين في سجون الإدارة الذاتية الذين لا يزالوا بدون حل، هؤلاء يمثلون مشكلة جدية وعبء كبير وكذلك المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأكمله، من الضروري أن تكون هناك مواقف واضحة حيالهم ومحاكمتهم في محاكم عادلة في المناطق التي ارتكبوا فيها جرائمهم الإرهابية وهم مسببين بأعمال إرهابية في مناطقنا ومناطق أخرى.
كذلك الأطفال والنساء من عوائل داعش قضيتهم قضية صعبة وعددهم بالآلاف لابد من إيجاد حل طويل الأمد وضمان الأمن في المخيمات حتى يتثنى لنا تقديم الدعم اللازم وتخليص الأطفال من ذهنية داعش وفق برامج تأهيل مدروسة ونأمل بان تقوم حكومات التحالف الدولي بمسؤولياتهم الكاملة تجاه هذه المعضلة الكبيرة من خلال القيام تقديم دعم كافي خاصة في هكذا اجتماعات كالاجتماع الحالي، نريد إيصال هذه المقترحات والرؤى لكم آملين أن يتم
التعامل معها بمسؤولية ودعم واضح لما سيكون لذلك من نتائج مباشرة على جهود تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وأعرب وزير الخارجية السعودي عن أسفه من تتنصل الدول الغنية من مسؤولياتها المتعلقة باستعادة مواطنيها الذين تم احتجازهم خلال المعركة ضد داعش. ودعا تلك الدول للتحرك وتحمل مسؤولياتهم كونهم جزء من هذا التحالف.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” إن بلاده ملتزمة بدحر داعش والتخلص من آفة الإرهاب.
كما حذر من أن الإبقاء على مرتزقة داعش الأجانب في المخيمات يهدد بعودة داعش.
ودعا “بلينكن” الدول المعنية إلى استعادة مواطنيها من مرتزقة داعش الأجانب، معتبراً أن تلك الخطوة مهمة جداً من أجل تفكيك مخيم الهول في سوريا.