الأربعاء الأحمر أو رأس السنة الإيزيدية عيد خاص بالإيزيديين، ورغم أنه عيد ديني لكنه يحمل الكثير من الدلالات لدى شعبٍ عانى اضطهاداً وظلماً تاريخياً.
في نيسان من كل عام يحتفل الايزيديون بـ “الأربعاء الأحمر” أو عيد ” Çarşema Sor ” باللغة الكردية، وهو عيد رأس السنة الإيزيدية، ويجري ذلك في سوريا والعراق وتركيا وإيران، ومناطق متفرقة من روسيا وأفغانستان وأذربيجان، إلى جانب بعض الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا.
سُمِّيَ بــ ” بالأربعاء الأحمر” لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الرب الدم في جسم آدم (وفقاً للإيزيديين)، فاكتمل اللحم عليه وجرى الدم في جسده، وبُعثت الحياة على كوكب الأرض، ولهذا فإنه حسب شخصيات إيزيدية فإن هذا العيد اكتسب كثيراً من معان الحياة لديهم، التي انعكست على كافة المجالات الإنسانية خاصة ما تحمل من دلالات أوقات المحن لديهم.
إن إحياء عيد رأس السنة الإيزيدية هو جزء من معركة البقاء والاستمرارية بالنسبة لهذا المكون، حيث يقول الإيزيديون: رغم أن لديهم عدة أعياد، لكن عيد “الأربعاء الأحمر” أو رأس السنة الإيزيدية يعتبر بداية تكوين الأرض وانبعاث الحياة، وهو بالنسبة للإيزيديين عيد ديني وموروث ثقافي يحافظ عليه الإيزيديون رغم الفرمانات الكثيرة التي تعرضوا لها تاريخياً، فهم تعرضوا لـ 74 حملة إبادة، كان آخرها في 2014 على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، وغيرها من حملات الاضطهاد والإبادة السابقة، ورغم كل ذلك يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم في معركة تثبت صلابة الإرادة والقوة والنضال.
وحسب الديانة الإيزيدية، فإن الله انتهى من خلق الكون في الأربعاء الأول من نيسان، لذا وُصفَ “الأربعاء الأحمر” بيوم الخليقة.
ومن طقوس هذا اليوم لدى الإيزيديين فأن الرجال والنساء يعصرون الزيتون في معبد لالش في شنكال بالعراق قِبلة الإيزيديين في صباح العيد، ويشعلون 365 قنديلاً بعدد أيام السنة، مستخدمين زيت الزيتون النقي.
وهو يوم انبعاث الخليقة وبدء الكون، لذا يعتبر يوماً مقدساً ومباركاً عند الإيزيديين الذين يستيقظون هذا اليوم باكراً ويرتدون أجمل ما عندهم من ملابس وزينة، ويزيِّنون منازلهم بأزهار شقائق النعمان والأنوار، ويضحي من لديه القدرة بـ “القربان” أي أضحية، سواء كان شاةً أو عجلاً أو خروفاً أو جدياً وما شابه ذلك.
أما الشابات والشباب فيبدؤون بتلوين 12 بيضة مسلوقة، وتلون كل 3 بيضات بلون فصل من فصول السنة، وتُوضع في طبق في مركز المنزل، والبيضة في معتقدهم ترمز إلى كروية الأرض، وسلق البيض هو إشارة إلى تجمد الأرض، وقشرة البيضة بعد سلقها رمز إلى ذوبان طبقة الجليد عن وجه الأرض، أما ألوان البيض الزاهية فتدل على الربيع وبداية الحياة.