تقاريرمانشيت

استمرار انتهاكات مرتزقة الاحتلال التركي في عفرين

في تقرير له ألقى المرصد السوري لحقوق الانسان الضوء على جملة من الانتهاكات التي لا زالت تمارسها مرتزقة الاحتلال التركي في عفرين، وتناول التقرير الانتهاكات التي حدثت في شهر آب وحده، حيث قام المرتزقة باعتقال واختطاف 25 شخصاً في منطقة عفرين المحتلة، كما وطالب المرصد السوري المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة وجاء في التقرير:

مناطق “غصن الزيتون” في آب: 52 حالة اعتقال تعسفي واختطاف وأكثر من 45 انتهاك آخر على يد الفصائل الموالية لأنقرة
منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر آب 2023، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب، مقتل استشهاد 9 مدنيين بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، توزعوا على النحو التالي:
ـ رجل تعذيب في سجون القصائل
ـ رجل بجرائم قتل
ـ 5 أشخاص بقصف بري للنظام
ـ رجل على يد الفصائل
ـ رجل برصاص عشوائي واقتتال

تفاصيل استشهاد المدنيين
– قتل 3 مدنيين جراء استهداف قوات النظام بصاروخ موجه لرافعة مدنية أثناء محاولتها حمل سيارة نوع ” فان”على محور فافرتين بناحية شيراوا بريف عفرين
– قتل رجل متأثرا بجراحه الذي أصيب بها جراء استهداف مخيم كويت الرحمة بناحية شران بريف عفرين بالقذائف الصاروخية، مصدرها مناطق انتشار القوات الكردية والنظام السوري في ريف حلب الشمالي
– قتل مواطن عبر صدمه عمداً بسيارة عسكرية تابعة لفصيل السلطان سليمان شاه المعروفة باسم العمشات في قرية أنقلة بناحية شيخ الحديد في ريف عفرين لرفضه دفع إتاوات للفصيل .
– أقدم شاب من أبناء عشيرة الحديديين على قتل آخر من أبناء قبيلة الموالي على طريق عفرين – جنديرس بالقرب من المطار الزراعي، بعد منتصف الليل، إثر مشاجرة بين الطرفين تطورت لاستخدام السلاح
– فارق شاب في العقد الثالث من العمر، حياته تحت وطأة التعذيب داخل سجن “الشرطة العسكرية”، في مدينة عفرين شمال غرب حلب ضمن منطقة ” غصن الزيتون”.
– أقدم شاب على قتل شاب من أبناء عمومته، بعدة طلقات نارية في قرية تللف بناحية جنديرس في ريف عفرين ضمن منطقة “غصن الزيتون”، على خلفية مشاجرة تطورت إلى إطلاق النار بين الطرفين، وتدخلت الشرطة العسكرية لفض النزاع.
– فارق مواطن حياته متأثرا بجراحه التي أصيب بها في 22 آب نتيجة قصف مدفعي من مناطق انتشار القوات الكردية والنظام السوري في ريف ريف حلب الشمالي على قرية كباشين قرب الغزاوية بريف عفرين

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب 2023، 45 حالة اعتقال تعسفي بينهم امرأة، و7 حالة اختطاف.

تفاصيل حالات الاختطاف
– اختطف عناصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروفة بـ “العمشات”، مواطنا من أهالي ناحية معبطلي بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب، مطالبين ذويه بضرورة دفع فدية مالية قدرها 5 آلاف دولار أمريكي، لقاء إطلاق سراحه
– تعرض شاب من أهالي قرية معرشورين بريف إدلب، لعملية اختطاف من قبل مسلحين مجهولين في مدينة عفرين، دون معرفة مصيره حتى اللحظة
– أقدم فصيل “العمشات” على اختطاف 4 مواطنين من أهالي القرية وذلك بعد مطالبتهم باستعادة منازلهم، عقب عودتهم إلى قريتهم قادمين من ريف حلب الشمالي،حيث جرى تهديدهم بالقتل ،في حال أقدموا على المطالبة بمنازلهم أو رفع شكوى رسمية ضد الفصيل للمطالبة بمنازلهم وممتلكاتهم، المستولى عليها بقوة السلاح، إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 45 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 12 حالة بيع ومصادرة منازل تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا تراوحت أسعارها ما بين 1000 إلى 1500 دولار أمريكي.
– 7 عمليات قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 280 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
ـ حالة استيلاء على محل تجاري من قبل عنصر من فرقة الحمزة بقوة السلاح في قرية قرية بعدنلي التابعة لناحية راجو، وإجباره على توقيع عقد بيع المحل، تحت تهديد السلاح، وتهديده بالقتل في حال أقدم المواطن على تقديم شكوى رسمية ضده.”
– 18 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، توزعت وفق الآتي:
12 مقابل إطلاق سراح معتقلين تراوحت قيمة الفدية ما بين 300 إلى5000 ألاف دولار أميركي.
وحالة فرض إتاوة من قبل عناصر حاجز يتبع لفصيل “صقور الشمال” على السائقين في قرية سعرجكة التابعة لناحية شران، تحت مسمى “خرجية”، أي مصروف لعناصر الحاجز، وبلغت قيمة الإتاوة على كل سيارة 50 ليرة تركية و100 ليرة تركية على أصحاب الجرارات الزراعية مقابل السماح لهم بالتوجه إلى أراضيهم.
وحالة فرض إتاوة من قبل حيث فرض قائد الفصيل أبو عمشة إتاوة مالية قدرها 2000 دولار أمريكي، على الأهالي العائدين إلى قراهم، بالإضافة إلى فرض إتاوة مالية قدرها2000 دولار أمريكي على أحد المواطنين في ناحية شيخ الحديد لقاء السماح له بالبقاء في منزله.
وحالة فرض إتاوة من قبل القيادي أبو عمشة إتاوة مالية على المستفيدين من المواد الإغاثية والمبالغ المالية والتي يتم توزيعها من قبل منظمات محلية ودولية على أهالي ناحية شيخ الحديد والمهجرين من باقي المحافظات، وتقدر قيمة الإتاوة بـ 50 دولار أمريكي على كل مستفيد من المواد الإغاثية، مهددين باعتقال أي مواطن يرفض دفع قيمة الإتاوة واتهامه بالتعامل مع “”الإدارة الذاتية”” السابقة.
وحالة فرض إتاوة من قبل فصيل “فرقة الحمزة” قدرها ألف دولار أمريكي على مواطن من أهالي قرية علي كاروا التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، لقاء استعادة منزله وأملاكه، بعد عودته إلى قريته قادماً من محافظة حلب، تحت التهديد في حال إفشاء أي معلومات للإعلام حول دفعه إتاوة لقاء استعادة منزله.
وحالة فرض إتاوة مالية من قبل فصيل أحرار الشرقية إتاوة على مواطن من أهالي قرية مسكة بناحية جنديرس قيمتها 1800 دولار أمريكي لقاء استلام منزله
وحالة فرض إتاوة من قبل فصيل فيلق الشام على مواطن من أهالي ناحية راجو قدرها 1000 دولار أمريكي على المحاصيل الزراعية الذي يملكه المواطن.
– 6 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، ففي 1 آب، اعتدى عناصر من فصيل العمشات على طفلين اثنين في ناحية جنديرس بريف عفرين، وذلك بسبب قيام الأطفال بجمع الحطب من أحد الأحراش الحراجية بغرض الطهي، ما أدى إلى إصابتهم بجروح متفاوتة ورضوض في أنحاء جسدهم.
وبتاريخ 24 آب، أقدم عناصر من فصيل فيلق الشام على الاعتداء على مواطن وزوجته وابنه، وذلك بعد اقتحام منزلهم في ناحية راجو، وسط إطلاق الرصاص فوق رؤوسهم لترهيبهم، بهدف سرقة ما بحوزتهم من المال ومصاغ ذهبي.
وبتاريخ 26 آب، أقدم عناصر من فصيل جيش الشرقية على الاعتداء على طفل من أبناء ناحية جنديرس بريف عفرين بالضرب المبرح وطعنه بأداة حادة، وذلك بغية الضغط على عائلته للتنازل عن حقهم في قضية استشهاد 4 مواطنين على يد عناصر من جيش الشرقية بتاريخ 20 آذار الفائت.
– حالة تعذيب من قبل عناصر من الاستخبارات التركي برفقة عناصر من الشرطة المدنية، حيث جرى اعتقال مواطن بشكل تعسفي بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة في مدينة عفرين، وتعذيبه بعد تحويله إلى أحد السجون في مركز المدينة
ولم تشهد منطقة غصن الزيتون خلال شهر آب أي انفجار، في حين أحصى المرصد السوري خلال الشهر اقتتال وحيد، ضمن مناطق “غصن الزيتون”، تسببت بإصابة عنصرين من فصيل جيش الشرقية، حيث أصيب عنصران من فصيل جيش الشرقية من أبناء عشيرة الهيب، في حي الأشرفية بمدينة عفرين ، نتيجة اندلاع اشتباكات بين الأخيرة وفصيل السلطان مراد من أبناء عشيرة الموالي، بسبب خلافات حول منزلين تعود ملكيتها لأهالي عفرين، تم الاستيلاء عليها بقوة السلاح، وسط توتر عسكري يشهدها الحي.
ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى