محمد أمين عليكو
في خضم الصراعات الدائرة بمنطقة الشرق الأوسط من قتل وإبادة الشعوب وهدر الحقوق والتغييرات الديمغرافية والاحتلالات والصفقات بين الدول على حساب الشعوب، يطرح القارئ لخريطة الأحداث أسئلة كثيرة بشأن هذا الوضع الشائك والمعقد، وانطلاقاً من ذلك، يجدر بالرئيس “جو بايدن” أن يلتفت إلى ضرورة العمل والتعامل مع ما يجري في الساحة السورية، لأنه سيؤثر بشكل كبير على الواقع الحالي في سوريا و دول الجوار والمنطقة، وقد يؤدي إلى شرارة تشعل حروب كبيرة على المستوى الإقليمي والأهلي في ظل غياب أفق الحل للوضع في سوريا، ولاسيما أن أخطاء الإدارة الأميركية السابقة، والتي خانت إرادة الشعوب في شمال و شرق سوريا، أدت إلى احتلال “عفرين، تل أبيض و سري كانية” من قبل الدولة التركية الفاشية و ومرتزقتها …. لن ندخل في التفاصيل كيف ومتى ..؟؟
واليوم ما يحدث خطير للغاية فلا يجوز لإدارة الرئيس الأمريكي “بايدن ” أن تطلق يد الاحتلال التركي بوحشية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية “بالحرق والقتل تحت التعذيب والقصف اليومي على شمال وشرق سوريا والتغير الديمغرافي والهوية للسكان الأصليين و بناء مستوطنات بأموال قطرية وكويتية وحركة حماس الإرهابية” في ظل استمر التجاهل الأميركي و الأوربي لما يجري هناك في مناطق الاحتلال التركي ومرتزقته…!!!
هل نقول إن إدارة “جون بايدن” دخلت بازاراً …؟؟ تحت عنوان “المصالحة و التفاهمات ” على حساب الدم السوري و دمار البنية التحتية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإبادة والتطهير العرقي للشعب الكردي بشكل خاص؟؟
قد يُخيَّل للبعض أن مشروع حزب العدالة والتنمية AKP لن يتوسع ليشمل كل المناطق التي يتغنى بها المجرم إردوغان الذي يسعى الوصول إلى “مئوية لوزان” وفي جعبته جغرافيا كبيرة قد احتلها، لماذا سياسية غض الطرف والنظر على إرهاب الدولة التركية من قبل إدارة الرئيس جون بايدن والتي فقط تصاعدت في إطار التصريحات لا أكثر؟؟ أو حسب مقولة “بان كي مون” الشهيرة “أنا قلق” على مدى سنوات وهو يشعر بالقلق بشأن جميع الأمور التي تحدث في العالم، وربما التي لم تحدث أيضاً، والتي تحولت إلى سخرية في أرجاء المعمورة.
وحسب تقديري فأنه ورغم الإعلان عن لقاء بايدن وإردوغان بعد أيام قليلة جداً ومن ثم قمة بايدن وبوتين في السادس عشر من هذا الشهر بجنيف، والتوقعات والنتائج التي قد تكون أو لا تكون، فبتلك الحالتين وفي الشأن السوري خاصة لن تكون هناك حلول في سوريا والمنطقة، على وجه الخصوص في ظل سياسات الدولة التركية الفاشية ضد الشعب السوري، وفي ظل باقي السياسة الخارجية الأميركية التي بقيت في إطار التصعيد الإعلامي فقط وقد تتبخر رويداً رويداً بعد لقاء إردوغان، والذي على استعداد لتقديم كل شيء و أي شيء في سبيل إنهاء وجود أو كيان كردي قائم. فمنذ الامبراطورية العثمانية إلى أتاتورك وصولاً إلى القاتل إردوغان، ترتكز وتتمحور وجودهم على أشلاء و دماء شعوب المنطقة “الأرمن و الكرد والعرب والشركس والاشوريين …إلخ” والإدارات الأميركية تتابع وتشاهد، ولا تحرك ساكناً، واليوم التاريخ يعيد نفسه، “نحن مَن أوجد التاريخ والتاريخ موجود فينا” لذلك هل بإمكان إدارة الرئيس جون بايدن تغيير هذا الواقع الأليم، وأن يضع على طاولة المفاوضات والمناقشات آفاق الحل وإنهاء الصراع القائم وإعادة الحياة الطبيعية للسكان الأصليين وإنهاء حالة الاحتلال وكافة أشكال الهجمات؟ وهل سيتمكن الرئيس جون بايدن وضع خريطة السلام وأن يدعو إلى وقف إطلاق النار ويدعو إلى الجلوس حول طاولة الحل.
هناك الكثير والكثير من الأسئلة تدور في عقول الناس، فهل تجيب الإدارة الأميركية بصفتها صاحبة القرار العالمي؟؟